English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

لا أستطيع ترك إخوتي

لا أستطيع ترك إخوتي





أنا فتاة أبلغ من العمر خمسة وعشرون عاماً أنهيت دراستي الجامعية وعملت في إحدى المؤسسات وأتقاضى راتبا أنفقه على إخوتي الأربعة وهم يدرسون في مراحل دراسية مختلفة، وحيث أن والدي عاطل عن العمل، مشكلتي أنه يتقدم لي العديد من الأشخاص للزواج لكنني أفكر ألف مرة قبل اتخاذ القرار في إخوتي الذين لا ملاذ لهم سواي وفي النهاية تسبقني عاطفتي اتجاه إخوتي وارفض، فالمشاكل الأسرية بين أبي وأمي لا تنقطع ونعيش في البيت سفراء إصلاح بينهما، وهذا الأمر ينعكس على نفسية إخوتي ودراستهم ويكونوا هم الضحية لأي مشكلة تقع فأحيانا كثيرة يتعرضون للضرب، فقط لحدوث مشكلة بين والدي وأنا بر الأمان بالنسبة لهم، فلا أريد الابتعاد عنهم وتركهم ولا استطيع اتخاذ قرار الموافقة على الزواج وأعيش في قلق دائم، أرشدوني ماذا أفعل؟
يجيب عن الاستشارة الخبير النفسي: د. جواد الشيخ خليل
عزيزتي صاحبة المشكلة:
 ما أروع أن نضحي من أجل الآخرين، وما أروع هذا الإحساس العالي بالمسئولية والمفعم بالحنان باتجاه أفراد الأسرة، وما أروع أن يصدر هذا الإحساس عن فتاة في مقتبل العمر، وما أروع أيضا أن نكون حمامة السلام بين الأب والأم، وما أروع أن نكون ملاذ الأخوة ومصدر الأمان والحنان لهم، ولكن إلى متى، يجب أن يتم التفكير بجدية وحكمة أكثر، والنظر إلى الأمر من زوايا أخرى، دون التخلي عن الواجبات التي فرضت عليك وجعلت منك شخصية محورية في حياة أسرتك.
عزيزتي:
الحياة لا تنتظر كثيرا، وتمر بسرعة وستجدين أخوتك في يوم من الأيام في حياتهم الخاصة منشغلين عنك، ومهما قدموا لك ستبقين وحدك، ليس معنى هذا أن تتخلي عنهم الآن وأن تنظري لنفسك وحياتك فقط، ولكن يمكن أن نصلح أحوال الأب والأم وأن نضع حدا لخلافهم حتى لو اضطر الأمر إلى تدخل آخرون من خارج البيت، أما الالتزام المالي اتجاه أسرتك، أعتقد أن اختيارك للزوج المتعلم المناسب الذي يقدر الحياة الزوجية ويتحلى بالأخلاق الكريمة، سيكون عونا لك بإذن الله على تحمل المسئولية، وقد يتحملها معك إيمانا منه بنبل الرسالة التي تحملينها، المهم الاختيار الحسن عند الموافقة على الزوج، وبهذا تكونين قد كسبت عونا آخر للأسرة يساعدك ويعينك على عدم التخلي عن أخوتك، وفي نفس الوقت تكونين قد أسهمتي في تكوين أسرة بإذن الله ستكون سعيدة.