English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

طفلي الصغير انطوائي كثير البكاء

طفلي الصغير انطوائي كثير البكاء




طفلي الصغير ذو الأربع سنوات، انطوائي وخجول وكثير البكاء، ولا يحب مجالسة إخوته أو الأطفال في مثل سنه، رغم أنه حنون وكريم؟ علماً أننا لا نعاني من أية مشاكل ، والحوار أساس تعاملنا في البيت، فما الطريقة التي أتعامل معه بها؟ وكيف اجعله اجتماعيا؟
تنصح السائلة انشراح زقوت الأخصائية النفسية في مركز غزة للصحة النفسية.
بداية يجب استبعاد أي خلل صحي يعاني منه الطفل و يجعله دائم البكاء، كما يجب معرفة العلاقة بين الوالدين، وأسلوب التنشئة المتبعة من قبلهما، ومعرفة علاقته مع أخوته، فالخجل وسلوك الانطواء عند الأطفال يكاد يكون ظاهرة ( سلوكية ) لها وجودها، على أن الخجل لا يذمّ مطلقا كما لا يحمد على إطلاقه، فهناك خجل محمود – أو مقبول – وخجل لا يُقبل اجتماعياً كسلوك صحّي.
ولهذا الخجل ( غير المقبول ) أسباب منها :
الاستعداد الوراثي، والتأثر البيئي فالخجل من الخصائص المرنة في الإنسان التي تتأثر بالمحيط والبيئة التي يترعرع فيها الطفل، فإذا أضيف إلى البيئة أن هناك استعداداً وراثياً، فإن الخجل هنا يتمدد وينكمش حسب الواقع البيئي والاستعداد الوراثي، فالطفل الذي يعيش في بيئة تتصف  بالانعزالية والعلاقات الاجتماعيّة المحدودة ، ويندر فيها المشاركة في المناسبات، ومشاركة الناس في بعض أمورهم الاجتماعية، فمثل هذا الطفل يتأثر بمثل هذا الواقع.
كذلك هناك عامل الدلال الزائد للطفل، كحجبه عن المشاركة في الأنشطة العامة ، والفزع الدائم لبكائه والانتقام له من خصمه، بل بعض الآباء والأمهات من فرط تدليله حتى يُسكت طفله من البكاء بأن يضرب الشيء الذي سقط على يده كاللعبة التي تأذّى منها أو نحو ذلك، ومثل هذا الدلال ينكس بصورة سلبية على الطفل ويجعله أكثر اتكاليّة وانطوائية على والديه أو من يتحامى به، وعلى العكس من ذلك فإن التسلّط في التربية والتعنيف، خاصّة عندما يخطئ أو عندما يحاول أن يكتشف شيئا بنفسه، والاستخفاف المستمر به سواءً من أقرانه أو أقربائه والضحك على مواقفه أو تصرفات.
وحتى نساعد الطفل على تجاوز مثل هذا الشعور وهذا السلوك أنصحك بعدة خطوات امنحي طفلك فرصة ليكتشف ما حوله برقابة غير مباشرة وتوجيه هادئ، فالطفل عندما يبلغ العام الرابع من عمره في هذه الفترة هو يحاول أن يكتشف الأشياء بنفسه وان يشعر بنوع من الاستقلاليّة في معرفة الأشياء من حوله، ولا تسرعي لفعل ما يحتاجه طفله بمجرد بكائه، إذا بكى على الرغم من تلبيتك لاحتياجاته، بل تجاهلي ذلك لأن البكاء لن يضره بشيء، وعوضيه عن ذلك بضمه والاهتمام به في المواقف العادية حينما لا يبكي.
 وعوّدي طفلك على الحوار والمناقشة، واطلبي من طفلك أن يحكي لك قصّة، أو موقف حصل معه أثناء خروجه، ناقشيه كيف قضى يومه، وافترضي له بعض المواقف واطلبي منه أن يتخيّل كيف يتخلّص منها ( كأن تقولي له مثلا : ماذا تفعل إذا تعرض شخص ما لك بأذى) كيف ستتصرف؟ أعطِه فرصة ليتخيّل الموقف وافتعلي حواراً معه من مثل هذا الموقف، وعندما تكونين في زيارة لأقربائك، اسألي طفلك كيف قضى وقته هناك بعدما تعودين ما الذي أزعجه ؟ ما الذي جذبه ؟! وهكذا تفعيل آليّة الحوار وإعطاء الطفل شعوراً بوجوده يمنحه دفعة للثقة بنفسه وللتعايش مع من حوله.
وعودي طفلك على المبادرة في تكوين علاقات ناجحة مع أقرانه، وكتدريب لطيف نافع للطفل في تنمية الناحية الاجتماعية عنده اجعليه يشارك في تريب سفرة الطعام، أو تنظيف الغرفة وترتيب المنزل أو ترتيب ألعابه ونحو ذلك، حتى في اختيار ألعابه، اقتنِ له الألعاب التي تعتمد في طريقة لعبها اللعب الجماعي كان يلعب هو وإخوة أو الطفل مع أبيه أو أمه أو ابن الجار أو نحو ذلك، وتجنّبي نصيحة طفلك في العلن وخاصّة أمام الأقرباء أو الأقران ( وخاصّة التعنيف)، وامدحيه عندما ينجز وشجّعيه، و لا تنسي فإن البسمة في وجه طفلك وضمه واحترامه يجعله أكثر ثقة بنفسه.